اضرار الماء على الطفل الرضيع

تُعتبر الرضاعة الطبيعية هي أفضل طريقة لحصول الطفل على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها للنمو  خلال الست أشهر الأولى، ويكون في هذا العمر حليب الأم أو حليب الأطفال الصناعي هو الطعام والشراب الخاص بالطفل، لكن تلجأ بعض الأمهات إلى إعطاء الرضيع الماء خاصة في الأجواء الحارة، لذلك سنوضح في هذا الموضوع اضرار الماء على الطفل الرضيع.

شرب الماء للرضع

إن كل الكائنات الحية تحتاج إلى الماء ولا تستطيع العيش بدونه، والأطفال كغيرهم من الكائنات يحتاجون إلى الماء بالتأكيد، لكن لصغر سنهم وخاصةً الرضع فإن لشرب الماء ضوابط وحدود ومن الضروري التقيد بها حتى لا تكون هناك أي مضاعفات خطيرة على صحة وسلامة الطفل الصغير.

ويختلف عمر الطفل والمكان الذي يعيش فيه لاعطائه الماء، فالطفل الذي يعيش في المناطق الحارة يحتاج للماء أكثر من الطفل الذي يعيش في المناطق الباردة حتى وإن كانا في نفس العمر، واحتياج الطفل ذو السنتين للماء يختلف عن حاجة الرضيع ذو ست أشهر للماء، وكذلك على الحالة الصحية للأطفال، فاحتياج الطفل المصاب بالجفاف أكبر بكثير من الطفل السليم.

وقت بدأ إعطاء الماء للرضيع

إن الوقت المناسب لاعطاء الماء للطفل الرضيع هو مع بدأ ادخال الأطعمة الصلبة في غذائه بحلول 6 أشهر وليس قبل ذلك، لأنه في الفترة قبل 6 أشهر يعتمد الرضيع اعتماداً كلياً على الرضاعة الطبيعية  أو الحليب الصناعي وهما كافيان لتوفير كامل احتياجاته من العناصر الغذائيّة والماء، لذلك فإنه لا يحتاج إلى شرب الماء حتى في الأجواء الحارة.

وقد حذرت منظمة الصحة العالمية “WHO” من إعطاء المياه للأطفال حديثي الولادة، وذلك لأنه يصيب الرضع بالعديد من المشكلات والتي سنوضحها فيما بعد، ولأن الكثير من الأمهات تمارس بعض السلوكيات الخاطئة، والتي على رأسها إعطاء الماء للرضيع خلال فصل الصيف، معتقدة أن ذلك يحميه من الجفاف ويخلصه من العطش وذلك قبل اكمال 6 أشهر رغم الأضرار التي يمكن أن تصيبه.

طالع أيضا: فوائد شرب الماء للرضيع

اضرار الماء على الطفل الرضيع

إن إعطاء الماء للطفل الرضيع دون عمر 6 شهور قد يؤدي إلى العديد من الأخطار، فقد حذّر خبراء إلى أن إعطاء الماء للرضيع حديث الولادة قد يكون قاتلًا، وذلك لأن أقل كمية من الماء يمكنها أن تؤثر على توازن الماء في جسمه، بحسب صحيفة “ذا صن” البريطانية. وتتمثل هذه الأضرار في:

• يمكن أن يمنع الماء الأطفال من الحصول على ما يكفي من الطعام ويؤكد المختصون أن كل احتياجات الترطيب يتم تلبيتها من خلال حليب الأم أو حليب الأطفال، حتى في حرارة ورطوبة الصيف. كما أن الماء يملأ معدة الطفل، والتي قد لا تشعر بالجوع فيما بعد وبالتالي لا تحصل على ما يكفي من الحليب.
• كما حذر المختصون من أن شرب الرضيع للماء قد يتداخل مع قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية من حليب الأم أو حليب الأطفال.

• إن إعطاء الماء لطفل أقل من 6 أشهر للشرب ليس جيد لكليته، لأن الكِلى لا تزال غير ناضجة وما زالت في طور النمو، حيث حتى عمر 6 أشهر تكون كِليتا الطفل غير ناضجة جدًا لتصفية المياه النقية بشكل صحيح، مما يعرض الطفل لخطر التسمم المائي. وتسمم الماء حالة خطيرة يمكن أن تؤثر على نمو الطفل وتطوره وتجعله مريض.

• يقلل إعطاء الماء مع الرضاعة من إدرار وانتاج اللبن عند الأمهات، إذ تعتمد الكمية التي تنتجها الأم من الحليب على كمية استهلاك الطفل له.

إصابة الطفل بالاسهال والجفاف

 في حال اصابة الطفل الرضيع أقل من 6 أشهر بالإسهال والقيء أو كان هناك موجة حر، فمن الأفضل دائماً طلب نصيحة طبيب الأطفال في حالة الموجة الحارة، فقد تلجأ الأم لإعطاء طفلها الكثير من الماء، فعند الضرورة يمكن اعطائه ولو بضع رشفات فقط  ويُفضل الماء فقير المعادن، لأن المياه الغنية بالمعادن تُتعِب كِلى الطفل الرضيع، والتي كما قلنا سابقًا أنها لم يكتمل نموها بعد.

لكن يبقى الأفضل هو الاتصال بطبيبك، الذي سيقدم لك النصح وقد يصف لك حلول معالجة الجفاف الملائمة تمامًا للأطفال دون سن 6 أشهر.

نتبيه هام

هناك تحذيرات من الإضافة الخاطئة للماء عند إعداد الرضعة الصناعية، حيث يجب استخدام الكمية الموصى بها على العلبة، لحماية الطفل من خطر تسمم المياه وتوفير احتيجاته الغذائية، لذلك من الأفضل أن تتبعي الإرشادات المكتوبة على العبوة.

وفي الأخير عليكِ عزيزتي الأم أخذها كقاعدة عامة، وبغض النظر عن درجات الحرارة الشديدة أو الإسهال أو الإمساك، لا يُنصح بإعطاء الأطفال الماء قبل بلوغهم سن 6 أشهر، وهو ما وضحناه في مقالنا اضرار الماء على الطفل الرضيع والذي يشغل بال الكثير من الأمهات.

طالع أيضا: استحمام الطفل الرضيع فى الشتاء