اتجاه سوق الأعمال نحو صناعة الألعاب الإلكترونية

اتجاه سوق الأعمال نحو صناعة الألعاب الإلكترونية

لقد أضحت صناعة الألعاب الإلكترونية أحد الصناعات الحديثة الهامة التي تجذب إليها سوق المال والأعمال وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن صناعة الألعاب الإلكترونية تحظى بمستقبل باهر ومنتعش في المنطقة إذا تجاوزت إيرادات الصناعة حاجز 180 مليار دولار خلال العام المنصرم فقط على مستوى العالم. العدد الكبير من المستخدمين والشعبية الكبيرة لألعاب الفيديو شجعت قطاع الأعمال للاستثمار في الصناعة وهو ما يساهم في جعل العالم العربي ليس مجرد مستهلك بل منتج في صناعة الألعاب.

النمو المستمر

تؤكد الإحصائيات إلى أن عدد مستخدمي الألعاب الإلكترونية على مستوى العالم تجاوز 3 مليار لاعب، وهي نسبة كبيرة من إجمالي عدد سكان الكرة الأرضية. بالنسبة للمنطقة العربية، تحظى دول الإمارات ومصر والسعودية بعدد كبير من اللاعبين مقارنة بالدول الأخرى في نفس المنطقة. اتجاه المستخدمين نحو الترفيه عبر الألعاب الإلكترونية كان أحد مؤشرات التحول الرقمي وانتشار التكنولوجيا بين المواطنين.

تمتلك النسبة الأكبر من المواطنين اتصال دائم وجيد بالإنترنت حيث توجهت الحكومات العربية إلى توفير خدمات الإنترنت في جميع المناطق وبأسعار معقولة. تنتشر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر بين المستخدمين، وهذا ساعد على زيادة عدد اللاعبين في المنطقة. تقوم الجهات المسؤولة في بعض الدول بإقامة أحداث للرياضات الإلكترونية وهي تمثل أحد صور اهتمامها بصناعة الألعاب ونشر الوعي لدى المواطنين بمدى أهميتها إلى جانب توفير ما يطلبه المواطنين من مسابقات الألعاب الرسمية هذه.

فهناك بطولات فى العاب إلكترونية مختلفة مثل دوتا 2، ولعبة ببجي ولعبة فورتنايت وغير ذلك التي يتم إقامتها في دول مثل السعودية والإمارات. يشارك اللاعبين في هذه المسابقات للمنافسة والمتعة إلى جانب الحصول على الجوائز الكبرى التي تقدمها هذه البطولات.

هناك أنواع أخرى من البطولات التي تقوم بإقامتها العديد من المواقع الإلكترونية عبر الإنترنت، ويمكن للمشتركين في هذه المواقع التسجيل في البطولات والمنافسة نحو الفوز بالجوائز النقدية. تقوم أفضل مواقع القمار اون لاين بإقامة بطولات في ألعاب إلكترونية مثل البوكر والبلاك جاك وغيرها، وتتيح هذه المواقع التسجيل المجاني في الموقع. ليس ذلك فقط، بل يمكن للاعبين اللعب بشكل فردي في هذه الألعاب والحصول على جوائز نقدية عند الفوز في أي لعبة. تقدم أيضًا هذه المواقع مكافآت نقدية مجانية للاعبين، وتوفر خدمات الدعم الفني وطرق مختلفة لسحب الجوائز.

هذه الشعبية الكبيرة والنمو المستمر الذي تحظى به الألعاب الإلكترونية في المنطقة جعل منها أرض خصبة للاستثمار. فما يعيب هذه الدول أنها لم تصل للمرحلة الجيدة من إنتاج الألعاب، ويغلب عليها طابع الدول المستهلكة للألعاب. لذا، توجهت بعض الشركات العالمية نحو العمل في هذا القطاع من أجل توفير الطلب المتزايد لمستخدمي العاب الفيديو الإلكترونية.

اتجاه قطاع الأعمال نحو الاستثمار في صناعة الألعاب

من هذا المنطلق، وجدت الكثير من الشركات الدولية الفرصة المواتية لبسط خدماتها في دول المنطقة العربية، لاسيما مع وجود الكثير من التسهيلات التي تقدمها دول كثيرة مثل السعودية والإمارات ومصر والكويت لهذه الشركات لتشجيعها نحو عمل مقرات لها على الأراضي العربية. هناك أيضًا الكثير من الشركات العربية الصغيرة والمتوسطة التي بدأت التوجه للاستثمار في الصناعة مع وجود دعم جيد من الحكومات العربية. فهذا يعود بالنفع بكافة الطرق على هذه الدول وبأكثر من طريقة.

فمن ناحية، تواكب هذه الدول التقدم الهائل في صناعة الألعاب، وعن طريق تشجيع شركات الأعمال الأجنبية فهي ترحب بالاستثمار. هذه الشركات ستوفر أيضًا المزيد من فرص العمل للشباب، وتوفر خدماتها للمواطنين بشكل أفضل وبأسعار أفضل بكل تأكيد. يكتسب العاملين في هذه الشركات الخبرة الكافية التي تؤهلهم للعمل في الشركات المحلية أو افتتاح الشركات الخاصة بهم. هذا أيضًا يعمل على زيادة الناتج المحلي وتنويع الاقتصاد.

تتوجه بعض حكومات الدول العربية نحو الاستثمار بشكل أقوى وأكبر في صناعة الألعاب، وخير دليل على ذلك هو ما تنفقه السعودية في هذا القطاع. يقوم صندوق الاستثمارات العامة السعودي بضخ استثمارات هائلة في صناعة العاب الفيديو الإلكترونية. فمنذ شهور، قام الصندوق بشراء شركتي ELS و Faceit وهي من أكبر الشركات العالمية التي تعمل في قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية وتنظيم بطولات الألعاب. تم دمج الشركتين تحت شعار شركة سافي للألعاب الإلكترونية حيث يشغل الأمير محمد بن سلمان منصب رئيس مجلس إدارة الشركة، وهو نفسه رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة.

تقوم شركة سافي بالعمل في قطاع إنتاج الألعاب الإلكترونية إلى جانب تنظيم البطولات المحلية والدولية في العاب الفيديو الإلكترونية. تسير بعض الدول العربية الأخرى في نفس المسار، بل وأحرزت أيضًا تقدمًا ملحوظًا في هذه الصناعة مثل الكويت والإمارات ومصر.

من ناحية أخرى، تقوم بعض شركات الأعمال في القطاع الخاص بخوض تجربة الاستثمار في صناعة الألعاب. فعلى مدار السنوات القليلة الماضية، دخلت عشرات من الشركات المحلية العمل في هذا القطاع. تعتمد هذه الشركات اعتمادًا كُلي على قدراتها المالية والابتكار والإبداع من أجل أن تحصل على انتشار أكبر بين المستخدمين ومنافسة الشركات الكبرى التي تعمل في نفس الصناعة. من أمثلة هذه الشركات: شركة طماطم، شركة سيما فور، شركة جاما بوكس، شركة بيرانا بايت وغيرها. من المهم أن تحصل هذه الشركات العربية الصغيرة والمتوسطة على الدعم الكافي واللازم من الحكومات، ومن المهم تشجيعها بكافة الطرق من أجل الانطلاق للعالمية. 

قد يهمك أيضا : نصائح لإدارة المشاريع الصغيرة وتحقيق النجاح

altassili

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Open chat
1
Scan the code
مرحبا بكم في موقع طاسيلي، كيف يمكن أن نساعدكم