سلحفاة مهمازية الورك

تعتبر السلحفاة مهمازية الورك نوع من فصيلة السلاحف البرية، وتستقر بالشرق الأوسط والوطن العربي، وكذلك بشرق وجنوب أوروبا، وهي من أشهر انواع السلاحف المنتشرة بالوطن العربي وشمال افريقيا، كما يطلق عليها اسم السلحفاة المغربية أو السلحفاة اليونانية، ومن خلال هذا المقال سنعرض لكم كافة التفاصيل المتعلقة بهذه السلحفاة.
سبب التسمية
حازت السلحفاة اليونانية اسم مهمازية الورك لأن لديها نتوءاً مخروطي الشكل عند رؤوس أفخاذها، يشبه في شكله المهماز. والمهماز هو القطعة المثبتة على مؤخرة جزمة الخيَال ليضرب بها خيله حتى تُسرع. وتمتلك صدفة قاسية وصلبة تؤمِّن لها الحماية، وهو ما يتسبب في إبطاء حركتها.
الانتشار والموطن
تعيش هذه السلاحف في مجموعة متنوعة من البيئات الطبيعية تنتشر عبر القارات الثلاث للعالم القديم، فهي تستطيع التأقلم في الصحاري الجافة والقاحلة والغابات، غذاؤها بشكل أساسي يتمحور حول الأعشاب، رغم أنها قد تأكل الجيف أحياناً، نهارية النشاط، كما أن حركتها تنخفض في أواخر الصيف ثم تدخل في فترة السبات الشتوي.
بعد انتهاء البيات الشتوي وبحلول فصل الربيع وحدوث ارتفاع طفيف في درجات الحرارة يأتي موسم التزاوج وعادةً ما تضع الأنثى بيضة واحدة إلى سبع بيضات مرتين أو ثلاث مرات في السنة، وتقوم بوضعها داخل حفر لإخفاء مكانها عن أعين الحيوانات الأخرى ما قد يُسبب لها الأذى، وتفقس خلال بضعة أسابيع. وهي تُعمِّر حتى تبلغ 60 سنة أو أكثر.
تُصنف السلحفاة اليونانية كإحدى أنواع السلاحف صغيرة الحجم، فهي تأتي بعد السلحفاة المصرية؛ حيثُ يتجاوز وزنها الكيلوجرام الواحد أما طولها فيبلغ في المتوسط حوالي 20 سنتيمتر.
وبالرغم من وجود عدد لا بأس به، إلا أنها مسجلة لدى IUCN على اللائحة الحمراء للحيوانات المعرضة للخطر، أي أنها قد تكون معرضة لخطر الإنقراض إذا ما لم تُؤمَّنا لها الحماية اللازمة في أقرب وقت ممكن.
ويمكن التمييز بين الذكور والإناث من خلال الشكل الخارجي حيث يكون الذكر أصغر حجماً من الأنثى التي قد يصل طولها حتى 30 سنتيمتر، أما الذكر فنادراً ما يتجاوز طول ال 20 سنتيمتر، ويكون بطن الأنثى مستوياً، لكن الذكر فإن بطنه يحمل فجوة بسيطة في المنتصف وفي الجزء الأدنى منه حتى تسهل عملية التزاوج.
طالع أيضا: بحث عن الخلايا الجذعية pdf
السلاحف الصغيرة
تواجه بيوض السلحفاة مهمازية الورك قبل أن تفقس خطر من آكلي البيوض كالأفاعي والسحالي، وعندما تفقس السلاحف الصَّغيرة تولد بطول ثلاث سنتيمترات. وتصل مرحلة النضج الجنسي من سن سبعة إلى ثمانية أعوام للذكور، ومن تسعة إلى عشرة أعوام للإناث، كما تواجه أخطاراً كبيرةً، حيث تكون معرضة لخطر الافتراس، وأبرز مفترسيها تتمثل في الخنازير البرية والطيور كالغربان، وأما السلاحف الكبيرة والبالغة فإن من أبرز مفترسيها النسور وبعض أنواع الثدييات.
المخاطر والتحديات التي تواجهها
تواجه السلاحف مهمازية الورك أخطاراً كبيرة حيث تتسبب أعدادها في تناقص باستمرار ما يُهدد بقاءها ويعرضها لخطر الإنقراض وذلك بسبب الأنشطة البشرية المختلفة الزراعية والصناعية، كما يتم جمعها كسلاحف منزلية، كما تتعرض للخطر نتيجة جمعها للاتجار بها وتدمير بيئتها الطبيعية.
- كما أنه من الشائع أن تُقتل هذه السلاحف خلال أعمال الزراعة والحصاد بالآلات الزراعية، وحتى إن نجت فغالباً ما تُصاب بجروح بليغة ففي الكثير من الأحيان يتم العثور على أصدافها المحطمة.
- إن حرق الأشجار لتوفير مراعي للماشية كثيراً ما تتسبب في قتل السلاحف حرقاً بالنيران أو تترك حروقاً بالغةً على أصدافها.
- في بعض المناطق تُقتل السلاحف دهساً بعجلات السيارات على الطرق السريعة.
- كما أن المواد الكيميائية التي يستعملها المزارعون من أجل القضاء على الآفات تُعد تهديداً كبيراً للسلاحف.
- تنافس حيوانات الماشية السلاحف على مصادر الغذاء الطبيعية من عشب وغيره.
- إن ظاهرة الاحتباس الحراري تمثل خطراً حقيقيا على هذه السلاحف لأن مع ارتفاع درجات الحرارة يقل نشاطها ما يجعل حياتها مهددة بالخطر، وكلما تعرضت تلك السلاحف لدرجات حرارة عالية كلما ارتفعت نسبة إصابتها بأمراض الجهاز التنفسي، كسيلان الأنف، وانتفاخ العينين.